المادة    
المذيع: أعود وأنتقل إلى موضوع آخر: لا شك أن هناك من يرى بأن أسباب العنف في البلاد الإسلامية أسباب خارجية، بوضوح (أمريكية) وباستخدام الاستخبارات الأمريكية؛ لإثارة الشعوب ضد الحكومات وما إلى ذلك، واستغلال الفرص والتبرير للهجوم عليها أو التقليل من حجمها، فهل هذا صحيح؟ الشيخ: أنا لا أتفق مع هذا؛ لأسباب كثيرة قد لا أستطيع أن آتي عليها كلها.. المذيع: سبحان الله! أنا أعتقد أن هناك مفارقة بين ما قلت الآن وما قلت قبل قليل. الشيخ: سأوضح لك: أولاً بعض المسئولين سواء كانوا مسئولين باعتبار مركزهم الأمني والسياسي، أو باعتبار موقعهم العلمي، يحاولون أن يبرهنوا على أنهم قاموا بالواجب، وقاموا بكل شيء، لكن هذا لأنه جاء من الخارج فهو دخيل علينا لا نستطيع أن نسيطر عليه، وهذا نوع من الحيل النفسية. هناك أيضاً من يحاول أن يبرر ذلك بظن أنه يدافع عن الإسلام والمسلمين، وعن العقيدة، وعن مجتمعاتنا مجتمعات الطهر والصلاح والعقيدة الصحيحة، ولا يقع هذا فيه إلا بعدو خارجي، وهذا غير صحيح إذا كنا واقعيين. نحن لا تذهب بنا ما يسمى نظرية المؤامرة بعيداً، لكن في الواقع أن القاعدة التي يستخدمها الغرب عادة أو كثير من المحللين: إذا أردت أن تعرف من الذي فعل فانظر إلى المستفيد، وأنا أؤكد لك أن بعض الحوادث في البلاد العربية وقعت فعلاً بافتعال من القوى الظالمة الطاغية التي تريد فعلاً ذريعة للتدخل، هذا يوجد، لكن ليس كل شيء. وأعود فأقول: التعميم مشكلة من مشكلاتنا في تفكيرنا وفي طريقة معالجاتنا، نحن لسنا مجتمع ملائكة، حتى يأتي شيطان ويضع بيننا شياطين، فنحن فينا المنافقون، وفينا المستعدون للإجرام، وفينا من يدفع ذلك، وعدونا أيضاً يتربص وقد يدخل ذلك، وقد تجمع عدة حلقات، وقد ينقضي جيل أو أكثر، وينقضي التاريخ وتقوم الساعة ونحن لا نعلم بالضبط أو الفرق أو أيهما كان الأكثر: هل هو العامل الخارجي أم الداخلي؟